
السؤال: السلام عليكم أشهد الله أني لم أجد أفضل من مبادئ الاسلام ولكن ليطمئن قلبي أرجو الاجابة على الشبهة التالية قرأت في أحد الكتب أن رجال الدين أمسكو برجل يكذب على لسان الرسول وعندما سئل عن ذلك قال كذبت له لا عليه أي أنه أضاف على الدين لأجل الدين وطبعا غايته الخير.
وأنا لا أشك في صلاح رجال الدين ولكن هل من طريقة أطمئن بها أن ما لدينا من تعاليم هي صافية مطلقاً، هل بإمكانكم أن ترسلو لي سند من حديث أو قران، سند واحد فقط متصل من رجال تأكد علمهم بأن الاضافة على الدين هي كفر حتى لو كان لصالح الدين والناس.
ولكم مني الشكر ومن الله الأجر.
الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الى الأخ الكريم السائل عن الإضافة على الدين هل هي جائزة أم لا؟
لا شك أن الله تعالى أتم النعمة وأكمل الدين بإرسال خير المرسلين النبي الخاتم الذي ختم الله بدينه الديانات وختم بكتابه الكتب وختم به الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن صحابته الأبرار.
فكانت الكتب السابقة بمثابة الشموع التي يستضيء بها الناس في ظلماتهم وأصبح القرآن الكريم بمثابة الشمس فإذا طلعت الشمس أنارت الدنيا فلا داعي للشموع. قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (المائدة3)
قال الحافظ ابن كثير صاحب تفسير القرآن العظيم: (هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون الى دين غيره ولا الى نبي غير نبيهم صلوات الله و سلامه عليه، و لهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء و بعثه الى الإنس و الجن فلا حلال الا ما احله و لا حرام الا ما حرمه و لا دين الا ما شرعه و كل شيء أخبر به فهو حق و صدق) (المجلد الثاني ص14)
هذا من القرآن أما من السنة..
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون و وجلت منها القلوب فقال رجل: يا رسول الله كان هذه موعظة مودع فماذا تعهد الينا؟ قال: أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة …… فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و اياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة) (رواه ابو داوود و الترمذي و اسناده صحيح و اخرجه احمد و ابن ماجه)
وعن ام المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) متفق عليه.
وفي حديث آخر للعرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) أخرجه أحمد وقال المنذري اسناده حسن.
وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) رواه مسلم.
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كذبا علي ليس ككذب على أحد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) متفق عليه.
وعن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حدث عني بحديث يرى انه كذب فهو احد الكاذبين) رواه مسلم.
أما قول بعض فرق المتصوفة الذين ألفوا بعض الأحاديث في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان منزلته عند ربه تعالى فهم الذين احتجوا بهذا القول عندما قيل لهم أما سمعتم بقوله صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) قالوا: نحن نكذب له لا عليه (أي نكذب لمصلحته لا طعنا به).
وهذا من تلبيس ابليس على الانسان يزين له الخطأ على أنه صواب.
فما أعطى الله تعالى لرسولنا من مكانة عظيمة وما خصه من خصائص لم تكن لغيره ممن سبقه لا يحتاج بعد ذلك إلى من يختلق أوصافا فينعته بها وهو في غنى عنها عليه الصلاة والسلام. فقد وصفه تعالى بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم). فهذا وصف خالق الخلق فأنى للمخلوق أن يزيد بعد ذلك؟
وأعطي مثلا يقرب المعنى (ولله المثل الأعلى): لو أن أحدا مثلي لا يعرف الرسم ووقع نظره على الجوكندا أو الموناليزا التي رسمها رسام عالمي فقال هذا الذي لا يعرف الرسم: أريد ان أحسن من هذه الصورة، فأخذ يعبث بها فأطال الذقن وغير لون الشعر والعينين فهل نعتبر هذا تحسينا؟
باتفاق الناس هذا تخريب وليس تحسين عندما يتدخل من لا اختصاص له بمن هو مختص ومشهور باختصاصه فإذا كان هذا بين البشر أنفسهم فكيف بما كان بين البشر وخالق البشر!!
ثبتنا الله واياكم على الحق وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه والحمد لله رب العالمين.