السؤال:
نريد رأي الشرع فيما ظهر مؤخرا في بلدتنا تحت اسم الكشاف العربي فوج رشيد رضا وتعريفه تحت هذه الصفحة (رابط) شاكرين لكم وبارك الله بكم
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الكريم السائل عن جواز الانضمام إلى الكشاف العربي:
لا شك أنّ الإسلام حث الشباب على الفروسية وكل ما يرفع من شأن المسلم عقيدةً وأخلاقاً وثقافة وقوة في البدن، إلى جانب تعلّمِ المهارات في الرمي والجري والسباحة وركوب الخيل وغيرها. وهذا ينضوي تحت قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ).
والكشاف له حظ كبير من الفروسية؛ فيربي الشباب على خشونة العيش وتحمُّل المشاق؛ منها النوم في الخِيَامِ أو العَرَاءِ بدل المسكن الفاخر، واستعمال الأرض والحصير بدل الفراش الوَثِيرِ، والوضوء بالماء البارد في الليلة الباردة بدلاً من الوضوء بالماء الدافىء، وأكل طعام قد يرفض أكله في البيت، والنوم مع أناس لم يسبق أن خالطهم. كما يتعلم النظام والانضباط والمحافظة على الوقت من خلال الصلاة على وقتها، وكذلك الصبر والرحمة للإنسان والحيوان بل حتى الشجر والنبات، كما يحسن التعامل مع منابع المياه والحفاظ على نظافتها، إلى آخر ما هنالك من ثقافات اجتماعية وإنسانية وجغرافية.
ولكن المسلم ينبغي أن يختار كشّافاً ذا مبادىء منسجمة مع مبادىء الإسلام، وأن يكون الدين الإسلامي شعاراً له ويعمل بمحتواه.
أما أن تكون الراية علمانية أو قومية أو وطنية وكفى، فهذا كشاف ناقص، وإذا أضفت إليه الاختلاط بين الذكور والإناث فقد خرج عن الفهم الصحيح للكشاف وأصبح أداة مضرة للأخلاق والسلوك.
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم معلم الناس الخير قال في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)). روا الحاكم وصححه، وصححه الذهبي والألباني.
فكيف ينسجم هذا مع الاختلاط المحرم في القرى والهِجر وتحت أغصان الشجر، الذي جرَّ على الأمة بل العالم الويلات، من كشف للعورات وانتهاك للحرمات؟.
وبما أنّ السؤال محدد عن كشاف بعينه، فقد أخبرني بعض المقربين منه والمطلعين عليه بأنّ تعديلات سوف تطرأ عليه من أهمها منع الاختلاط، وكذلك الاستعانة بشخصيات إسلامية من المشايخ وأصحاب الخبرة في هذا المجال؛ كعباد الرحمن والجماعة الإسلامية وغيرهم لتوجيه هذا الكشاف التوجيه الإسلامي الرشيد، فإذا حصل هذا فلا بأس بالانضمام إليه، أما إذا لم يحصل فلا، خصوصاً أنّ البدائل الإسلامية موجودة على الساحة والحمد لله، وهي أولى وأجدر.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.