السؤال:
ما حُكم حلق أو تقصير اللحية؟ وجزاكم الله خيراً
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
الأخ الكريم السائل عن حلق اللحية.
هذا الموضوع تكلم فيه الناس كثيرا فمنهم من فرّط فيها فجعلها من العادات كما الشيخ محمد أبوزهرة رحمه الله وهوفقيه وأصولي أزهري.
ومنهم من أفرط فيها فجعلها بمثابة ركن من أركان الاسلام ، وحكم على الناس من خلالها فمن طالت لحيته فهوالتقي من وجهة نظره ومن قصّرها أوحلقها يوصف بالفسق أوقلة الدين وإن صام وصلّى وحضر الجمع والجماعات.
والحقيقة لا هذا ولا ذاك ..
فاللحية سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم من فعلها أخذ ثوابها وفضلها ومن لم يفعل فاته ذلك الفضل والثواب .
والأحاديث تبين سنيتها وأنها من العبادات التي يؤجر المؤمن على فعلها. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم (قصّوا الشوارب، واعفوا اللحى خالفوا المشركين)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خالفوا المشركين؛ وفروا اللحية واحفوا الشوارب) رواه البخاري.
وهي من سنن الفطرة تقول أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها :(سبحان الذي زين الرجال باللحى)
أما تشذيبها والقص منها فللعلماء أكثر من قول منها :
ما نقل عن جعفر الصادق رحمه الله قوله في تعريف اللحية (هوما يظهر في وجه الرجل من الشعر حتى لوكان مقدار أنملة (والمقصود مهما كان قصيرا المهم أن يكون في الوجه شعر يميز الشاب عن الأنثى)
ومن الصحابة من رخص في قصها اذا زادت عن القبضة .
روى ابن أبي شيبة في المصنف أخذ ما زاد عن القبضة عن علي بن أبي طالب وأبي هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم . وقال الحسن : كانوا يرخصون فيما زاد على القبضة من اللحية أن يؤخذ منها.
وقد روى ابن القاسم عن مالك قال: (لا بأس أن يؤخذ ما تطاير من اللحية وشذ) قيل لمالك: فإذا طالت جدا؟ قال : (أرى أن يؤخذ منها ويقصّ).
قال القاضي عياض رحمه الله (يكره حلق اللحية وقصها وتحذيفها، وأما الأخذ من طولها وعرضها إذا عظمت فحسن. بل تكره الشهرة في تعظيمها كما تكره في تقصيرها )
فالقاضي عياض يحكم بكراهة حلق اللحية لا بتحريمه وهناك من قال بتحريم حلقها كالإمام ابن حزم وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمهما الله .
أما الشيخ الألباني رحمه الله فيقول بأنّ السنة في اللحية أن تكون بمقدار القبضة وما زاد فهوخلاف السنة.
كما نرى الآراء كثيرة والوسطية في هذه المسألة محمودة إن شاء الله فاللحية سنة حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم فمن فعلها نال أجرها ومن لم يفعل فاته ذلك الأجر والله أعلم.
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.