جارتي سيدة جاهلة وكانت لا تعلم شيئا في الدين ولا تحفظ أي شيء من القرآن ولا كانت تصلي وماتت وهي مُسنة، أي كبيرة في السن، فهل ينفع لها صدقة أو عمرة أو حج أو أي شيء آخر؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأخت الكريمة السائلة هل ينتفع المسلم بالصدقة إذا مات ولم يكن يصلي لجهله.
مذهب أهل السنة والجماعة أن المسلم إذا مات على الإسلام ولم تعرف عنه الردة، فتنفعه الصدقة، وإن كان مرتكبا للكبائر ما لم يستحلها، وحديث البطاقة مشهور.
عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
((إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَخْلِصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي، عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقيَامَةِ، فينشرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً َوتسْعِينَ سِجِلاًّ، كُلُّ سِجِلٍّ مَدُّ الْبَصَر، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظونَ ؟ قَالَ : لاَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ : أَلَكَ عُذْرٌ، أَوْ حَسَنَةٌ ؟ فَيُبْهَتُ الرَّجُلُ، فَيَقًولُ : لاَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً وَاحِدَةً، لاَظُلْمَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ، فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَيَقُولُ : أَحْضِرُوهُ فَيَقُولُ : يَارَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّتِ ؟ فَيُقَالُ : إِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ قَالَ : فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ، قَال : فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ)) أخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
قال الإمام القرطبي: عصاة الموحدين يخرجون من النار بعد تنقيتهم، ويدخلهم الله الجنة.
وطالما أن المسلم بات على إسلامه، ومات على التوحيد رغم ارتكابه للكبائر ما لم يستحلها يبقى في مسمى أهل التوحيد، ومن كان كذلك يصح إخراج الصدقات عنه، وكذلك أداء بعض العبادات كالحج والعمرة.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.