السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شيخنا الفاضل -حفظكم الله تعالى- نتيجة للنقاش الذي حصل في منتدى موقع القلمون حول وقوف الشاب مع فتاة في الشارع، نطلب منكم إفادتنا برأي الشرع في “وئفة الشب مع البنت بالشارع” سواء أكان هناك نية لخطبة أو لم يكن. جزاكم الله عنا كل خير. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الأخ الكريم السائل عن وقوف الشاب مع الفتاة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن.
فكما ترى نص الحديث قال (صلى الله عليه وسلم) إذا جاءكم وفي رواية إذا أتاكم ولم يقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا رأيتموه في الشارع، لأن الأصل في هذا أن يدخل الخاطب من الباب لا أن يقفز من فوق السور أو يدخل من الشباك.
فالخاطب الصادق عليه الذهاب إلى بيت الفتاة ويكلم والدها ثم يجلس الوالد والخاطب والفتاة ويتم الحديث بكل صراحة، ولا مانع من تكرار الحديث في بيتها مع وجود أحد محارم الفتاة حتى يشرح الله صدريهما للوفاق ويتم بعد ذلك العقد الشرعي. هذه هي الطريقة الشرعية، أما الوقوف في الشارع أمام الغادي والرائح والكبير والصغير والذكر والأنثى فهو أمر معيب خصوصا إذا كان الشاب معروفا أنه من المتدينين وكذلك الفتاة، فهذا يعطي رسالة خاطئة عن الإسلام بشكل عام وعن حملة الدعوة بشكل خاص، والواجب أن نكون قدوة حسنة لغيرنا في حسن التصرف، إلى جانب هذا أن الوقوف قد يشابه في فترة من الفترات الخلوة حيث قد ينقطع الناس من الشارع ولا يبقى إلا هو وهي وهذا مدخل للشيطان خطير يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الذي رواه جابر: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم فإن ثالثهما الشيطان) رواه أحمد.
وكل باب يدخل منه الشيطان الأولى أن يغلق لا أن يفتح هذا إذا كان الشاب صادقا في خطبته للفتاة.
أما إذا لم يكن كذلك فهذا شره أشد وخطره أكبر ولا خلاف في عدم جوازه.
حفظ الله شبابنا وأخواتنا من كل سوء، والحمد لله رب العالمين.