هناك حادثة حصلت لي قبل بضعة أشهر هنا في فرنسا، كنت يومها عائداً من صلاة العشاء مع مجموعة من أصدقائي (ما بين 6 إلى 8 أشخاص)، وأثناء سيرنا على الرصيف وإذ بشخص (بلباس إمرأة، أو إمرأة كما أخبرني أصدقائي) يمشي باتجاهنا، فقال أحد أصدقائي ضاحكاً: أعوذ بالله ما هذا كأنه شيطان، وعندها رفعت أنا نظري ونظرت مباشرةً في وجه وعيون هذا الشخص، فرأيت وجهاً أسوداً والعياذ بالله ورأيت عيوناً مخيفة وكأنه ليس من بني البشر أو كأنه شخصاً ملبوساً، وعلى الفور أحسست بإحساسٍ غريب مخيف وكأن شيئاً ذا قوة يهاجمني، فقلت لإخواني محذراً “يا إخوة لا تنظروا إلى هذا فإنه شيطان والعياذ بالله”، وأصابتني دوخة قوية، كدت أفقد شعوري بالتوازن، وعلى الفور بدأت بقراءة القرآن ولله الفضل والمنة وقول لا إله إلا الله والله أكبر ، آية الكرسي والمعوذات، وكدت أسقط لكن أحد الإخوة الذين كانوا معي أحسوا بما يحصل معي فأمسكني ومنعني من السقوط، وساعدني على قراءة القرآن وذكرني بالأذكار…
الغريب في هذه الحادثة أن كل الإخوة معي قالوا لي فيما بعد أنهم أحسوا بشيءٍ غريب في هذا الشخص لكنني أنا الذي تأثرت أكثر منهم وخصوصاً بذلك الشعور وكأن قوةً هائلة غير مرئية تهاجمني دونهم !!!
وفي تحليلاتنا فيما بعد قلنا أن هذا “الشخص” أو “المرأة كما رآها أصدقائي” ملبوسة أو معها شياطين وكلام من هذا القبيل…
أفيدونا بارك الله بكم إن كان عندكم تفسير لهذه الحادثة … وشكراً.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأخ الكريم، يبدو أن ما ذكرته ناتج عن تخيلات ذهنية، ومخاوف خطرت لك كنت قد شغلت بالك بها، والإنسان عندما يتابع موضوعا معينا ويشغل به ذهنه فغالبا ما يتأثر به عندما تتهيأ له الأسباب، ويرى ما كان يحذره، وهذه حالة نفسية يعبر عنها علماء النفس (بالعقل الباطن) وتسمى عند علماء الاجتماع (بالهواجس) وسماها الإسلام (بالظن) وما حدث معك هو شبيه بهذا بدليل أن من كانوا معك لم يخطر ببالهم ما خطر ببالك أنت. والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.