فتاة غير محجبة و لكن (بنيتها الحجاب) تقدّمت لوظيفة قد تمنع فيها من إرتداء الحجاب.
هل يجوز لها التقدّم للوظيفة؟
و في حال توظّفت، هل يعتبر المال الذي تجنيه حلال؟
وبارك الله بكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الأخ الكريم السائل عن فتاة غير محجبة ولكن بنيتها ان تتحجب. يقول عليه الصلاة والسلام (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى) (رواه الشيخان)
فطالما ان في نيتها الحجاب فلماذا لم تتحجب بعد؟
مع الأسف احيانا ضعف الإرادة يؤدي إلى ان نبحث عن مبررات للتقصير، قال تعالى: (فإذا عزمت فتوكل على الله)
فالمماطلة في تنفيذ شرع الله هو من وساوس الشيطان الذي يسول للإنسان بأن اقباله على الله سيكون عائقا امام مصالحه الدنيوية، كالوظيفة أو الزواج ونحو ذلك.
فالفتاة المحجبة والتي يطلب منها خلع الحجاب من أجل الوظيفة فعليها رفض مثل هذه الوظيفة التي تستدعي اذلال المؤمنة وابعادها عن دينها من اجل حطام الدنيا فلا يجوز لها الرضى بمثل هذا، ولتعلم ان في الحلال ما يغني عن الحرام وان “من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه” كما جاء في الحديث الذي صحح اسناده الألباني.
ويجب ان يقال لمن يشترط مثل هذه الشروط انهم أعداء لله ولرسوله ويجب ان يقاطعوا ويشهر بهم بين الناس ليحذر الناس شرورهم وآثامهم.
وكانت المرأة المؤمنة تقول لزوجها في الصباح قبل ان يذهب الى العمل، اننا نستطيع الصبر على الجوع ولكن لانستطيع الصبر على عذاب جهنم، فاياك والمال الحرام هكذا كان حال أهل الإيمان، فما بالنا اليوم أول ما نفرط فيه هو الدين والخلق من أجل دنيا فانية لا تساوي عند الله جناح بعوضة، هل نسينا ان الرزاق هو الله، وان العاطي هو الله وان المحيي هو الله وان من بيده ملكوت السموات والأرض هو الله، فلماذا نبيع الغالي بالرخيص ويتنازل العزيز عن عزته ليطمع بنا من لا خلاق لهم.
ولنتذكر قول الله تعالى: (ورزق ربك خير وأبقى) (طه 131)
وقوله تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) (طه 132)
وقوله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) (طه112)
وفقنا الله وإياكم لكل خير.
والحمدلله رب العالمين.