Site icon موقع بلدة القلمون في لبنان

حكم الأنفحة

السؤال:
فضيلة الشيخ، 
لصناعة الجبن يلزم المجبنه التي قد يكون مصدرها نباتي او حيواني. 
المجبنه الحيوانيه نواعان اما مستخرجه من معدة الخنزير ( النسبة الاعلى من المجابن ) او من العجول.
علما انني اعيش في الخارج والمعروف عنهم قتل الماشيه وليس ذبحها.
عند شراء الجبنه من السوبرماركت يمكنني معرفه المكونات وشراء الجبن المشغول بمجبنه نباتي اما في بعض الاحيان يتعذر معرفة مصدر المجبنه اكانت حيوانيه او نباتيه كمثال : غداء خارج البيت و اكل البيتزا ….. الخ.
ما الحكم في هذه الحاله وهل انا مطالب بالاخذ بالاحوط و هوا الامتناع ؟
الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الكريم السائل عن الأنفحة التي توضع في الجبن:
تسمى الأنفحة والمنفحة و المجبنة، وهي نوعان:

  • نباتية: تستخرج من بذور زيت الخروع أو الأناناس أو نبات الشوكران وغيره.
  • وحيوانية: تستخرج من معدة الحيوانات المجترة حديثة الولادة، وتسمى (أباوة). وهي تعمل على تخثير الحليب لصنع الجبن.

ويختلف حكم الأنفحة باختلاف ما أخذت منه، فإن كان مصدرها نباتيا، فهي حلال بالإجماع. وإن كان مصدرها حيوانيا فهي حلال بالإجماع بشرط أن تكون قد أخذت من حيوان مذكى ذكاة شرعية. أما إذا أخذت من حيوان غير مذكى (أي لم يذبح ذبحا شرعيا) ففيها خلاف بين الفقهاء.
فالجمهور مالك والشافعي ورواية لأحمد: بأنها نجسة، ولا يجوز أكل ما صنع منها.
الإمام أبو حنيفة ورواية لأحمد: بأنها طاهرة ويجوز أكل ما صنع منها، وأيدهما شيخ الإسلام ابن تيميّة. ودليلهم أنّ الصحابة رضوان الله عليهم لما فتحوا بلاد فارس أكلوا من جبن المجوس ولم يسألوا كيف صنع، وكذلك استأنسوا بحديث عائشة رضي الله عنها أنّ قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنّ أقواما أتونا بلحم، لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا، فقال: ((سموا عليه أنتم وكلوه)). رواه البخاري.
وأضافت عائشة رضي الله عنها : وكانوا حديثي عهد بكفر.
فقد أحل النبي صلى الله عليه وسلم أكل هذا اللحم مع الشك في ذكر اسم الله عليه.
قال أهل العلم: فيه دليل على أنّ التصرفات والأفعال تحمل على حال الصحة والسلامة ما لم يقم دليل على فسادها.
والراجح في هذا ما ذهب إليه أبو حنيفة وأحمد في رواية عنه، وابن تيميّة.
أما بخصوص أنفحة الخنزير فأغلب أهل العلم قالوا بعدم جواز أكل ما صنع من جبن وغيره؛ لنجاسة الخنزير نجاسة عينية.
والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبيد حفظه الله

Exit mobile version